الحمل والسكر يحدثنا عنه ا.د. محمد عوض استاذ الأورام والسكر جامعة المنصورة
المشكلات الصحية التي تصيب السيدة المصابة بالسكري وجنينها:
إن ارتفاع مستوى السكر في دم السيدة الحامل يؤدي إلى زيادة الأحماض الكيتونية في الدم. يمكن لكل من جزيء السكر وللأحماض الكيتونية أن يعبروا جدار المشيمة إلى دم الجنين مسببين ارتفاعاً للسكر وللأحماض الكيتونية لدى الجنين، وكلاهما يعتبران ضارّين ويتسببان في حدوث تشوهات خلقية في الجنين.
إن تكون الأعضاء لدى الجنين يبدأ في الأسابيع الأولى من الحمل، وتحدث التشوهات عند تعرض الجنين للسكر المرتفع والأحماض الكيتونية في هذه الفترة الحرجة من فترة تكوينه. أي أن التشوهات قد تحصل قبل معرفة السيدة بالحمل، ولذلك لا بد من التحكم الجيد في السكر قبل الحمل، والأفضل أن يكون على الدوام؛ لأن الحمل قد يحدث في أي وقت، على الرغم من استعمال موانع للحمل في بعض الأحيان.
إن زيادة السكر في دم الجنين يحفز خلايا بيتا في البنكرياس على زيادة إفراز الأنسولين، مما يسبب زيادةً في وزن الجنين، مؤدياً إلى صعوبات في الولادة، ويعرض كلاً من الأم والوليد للأخطار أثناء الولادة.
يتعرض الوليد بعد الولادة مباشرة لانخفاض مستوى السكر في الدم؛ وذلك لأن خلايا البنكرياس تعودت على إفراز كميات وافرة من الأنسولين لحرق السكر الزائد الآتي من دم الأم، وعند توقف هذا المصدر بعد الولادة يحدث انخفاض سريع لسكر الوليد.
أولاً:
لا بد من التحكم الجيد في مستوى السكر في الدم قبل بداية الحمل بعدة أشهر، ويستمر هذا خلال فترة الحمل بكاملها حتى الولادة وما بعد الولادة.
وهذا يعني أنه على مريضة السكري: التخطيط للحمل، ومشاورة الطبيب المعالج قبل الحمل، ووضع خطة العلاج بالاتفاق معه، ومع مرشدة السكر.
وتتضمن الخطة نوعية العلاج؛ سواء بالحمية الغذائية بمفردها، أو بإضافة حقن الأنسولين، وكيفية إجراء تحليل السكر في المنزل، وعدد مرات التحليل، والتمارين الرياضية التي بمكن للحامل أن تقوم بها، إلى غير ذلك من الأمور المتعلقة بكل من الحمل ومرض السكري.
كما تنصح السيدة الحامل بمتابعة طبيب نساء وولادة حاذق ومتمرس بمتابعة مريضات السكري؛ منعاً لحدوث مفاجآت أثناء الحمل أو الولادة.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)